كلمة المربية الأخت غزوة يونس أمام الإتحاد العمالي العام بمناسبة عيد العمال.
هل أتاك حديث بلد
من عهد إلى عهد
يحمل نعشه ويمشي
ينثر أرزّا على رأسه، على قبره
على الفأس التي شطرته
على الظهر التي قصمته
على لحمه، على صوته.. ولا يعتبر
هكذا تعبر الكلمات إليكم مفككة وتنكسر
هكذا تأتي الاعياد إلينا مالحة وتنحسر
هكذا ، مزامير أيار تئن، أقواس النصر تحن..
وحروف العمل خجلى في بلدي، تقضم أظافرها
والريح تعصف بجلدها فيقشعر
دعني أشيح بشعري عن عينها
حبلى العيون بالأسى
إن رأت أشجان حرفي تنهمر
والميم مذ حلت بحروف النفي شلت
ألقت معاذيرها وما عادت تقتدر
دعني..أربت على كتف اللام
يا اول اللوعات وآخر الآمال
حسبك! الكل فيك يعتصر
إني لأراك يا بلدي محطة او رصيفا..
تستقبل وتودع وتنتظر
وأرى العمالة مخصية
والعامل ضميرا مستترا
أومئ بجراحك ليروك
ازفر، أخرج بلغم قهرك
حرر عيدك، كبر
فصلاة الجوع هذا أوانها
صلّ ..وتنفل ..واستغفر..
كبر! للفجر الطاعن بالأصفر
أفتنسى لون الفجر إذا كفروا
والفجر بصدرك يستنفر..
كبر! للبدر الطالع من كفيك
للعيد النابت في عينيك
لسرب النور المتعفر
كبر لأب، يقسم وجهه خبزا
يعصر صبره زيتا
يزرع ألما، يحصد عدما ويستكثر
وكبر للشعر، يأتيك حرفي صاغرا
يغنيك، يسليك،
يقرب الصمت من الآذان
يعتذر إليك، ويقصّر
كبر فداك حرفي وشعري ونثري
وفدتك الأرواح واكثر
