جاري تحميل الصفحة
مدارس المهدي
الخميس, 04 شباط/فبراير 2016 08:25

قصص مهداة للمجاهدين والشهداء

كتبه 
قيم الموضوع
(2 أصوات)

                                      ♥قافلة العشق♥

 

   تختصرنا الأيّام...و تشقّ بنا عباب الماضي،لتحضر على أوداج الذّكرى كلمةً كلّما رسمت،

 

عزف القلب معزوفة الدّمع المتكسّر على أوتار اللّوعة,مرسلاً صداه كناي حزين، يحاكي غديراً

 

مهجوراً..في زمن يسكن فينا و نحن عنه بعيدون...

 

نتنشّق هواءه عندما يحاصرنا اختناق الحاضر...

 

قبلة جمال في عالم الجمال...و بسمة رجاء على شفاه الأجيال...

 

و حكمة تذاع..بُصمت من على قمم التّاريخ،أصداؤها تتمايل،تنفجر،لتكون صورةً لمعانيها ومعنى

 

أعمالها المجيدة ،صورة ارتسمت بين سطور الزّمن، أعجوبة قدر ..تجلّت على زبد الآفاق.

 

قبضة حياة غاصت في الأفكار،و زحفت على السّواعد،و تلألأت بين أوتار الرّوح..فكان

 

استشهاد، و كانت تضحيات..لحماية ابنة فاطمة عشقاً لها،و وفاءً لقسم لا و لن تسبى الغريبة

 

مرّتين...

 

فهنيئًا لهم ما حقّقوا،فالشّهداء هم القلب و العين،على الأهداب استراحوا ، فاسمعوا أمواجهم تتكسّر

 

على رمال شطآنهم ، و تتعانق أهدابهم،فيعفّون عن الحوريّات المرفرفة بأجنحه النّور... 

 

غرّدوا عصافير على غصن تنقط منه حبيبات المطر العالقة عليه,ثم ما لبثوا أن نفضوا ريشهم

 

وطاروا فاردين أجنحتهم ليستشعروا الحرّيّة والدّفء بعد ليلٍ بارد...وراحوايغرّدون أغنية اليوم

 

الجديدة.

 

    كان الثّالث عشر من شُباط...

 

"جواد غريب" على أعتاب المنزل..

 

يريد توديع حبيبة القلب...

 

مشت إليه بخطوات متثاقلة..محاولةً إخفاء دموعها..

 

رمقها رمقة حبٍ و قال: " ربما أقتل ، أو أُأسر ، أو أجرح؟"

 

قالت:"ما هذه إلّا عقيدتنا،و ما هذا إلّا نهجنا،فافرش دمك بساطًا أحمر مخمليّا تمهيدًا لظهور

 

المهديّ (عج).."

 

وهمست بصمت :"من أجلي كن بخير"؛

 

ابتسم ابتسامة باردةً،ومضى...

 

مضى..و في قلبه شوقان،

 

شوق لأُمّه و حبيبة القلب،و شوق للحسين(ع)

 

رحل و (يا عبّاس)عصبة على جبينه..

 

و يداه  على  سلاحه يحمي بهما ابنة الكرّار،

 

آملًا بأنّ الطريق التي سيسلكها نحو أرض الشّام  ستكون طريقًا نحو الجنة.. نحو الخلود.

 

    كان عصر نهار الجمعة؛

 

و ايلول يلملم ما تبقي من أيّام الصّيف؛

 

والسّنونوات الباحثة دوماً عن الدّفء تهاجر نحو الشّمس..

 

يقال أنّ لأيلول سكونًا لا يعرفه أيّ شهر في السّنة؛

 

رغم ما يحمله في طقسه من حرّ آب، إلّا أنّ لمحة الحزن لا تفارق سماءَه؛

 

وتبقى الشّمس فيه للرّحيل في أيّ لحظة خلف لون رماديّ يعانق لمسات السّواد؛

 

لكنّ صوت القذائف والرّصاص وتحليق الطّائرات المروحيّة مزّقت هذا السّكون عصر ذالك

 

اليوم في ضواحي القصير..

 

   

 

 

 

 

 

 

إذ إنّ مواجهات عنيفة كانت تدور بين مجموعات من رجال المقاومة الإسلاميّة ،وقوّة تكفيريّة

 

متقدّمة،لعلّها جبهة  النّصرة، ضمن نطاق (جوسي )كانت متّجهة نحو قرية (الغسّانيّة) لضرب

 

أهداف مدنيّة..

 

وفي التفاصيل أنّه عند السّاعة الخامسة والدّقيقة الخامسة والأربعين؛

 

كمنت مجموعة “لواء أبو الفضل العبّاس " للقوة التكفيريّة المتقدّمة..

 

كما قامت مجموعة الشّهيدين "محمد جعفر داغر" و "خليل نصر الله" بعمليّة التفاف وتطويق

 

مكان الاشتباك،ولدى استقدام العدوّ لتعزيزات إضافيّة عند السّاعة السّادسة  والدّقيقة الأربعين،

 

قامت مجموعة الشّهيد "محمّد حيدر الفيتروني"  بمهاجمتها،و قد ألحقت أضرارًا فادحةً في

 

جيوش العدوّ..

 

     كان "يوسف" ،جواد غريب،عنصرًا من المجموعة المؤلّفة من "مهدي",

 

"ذوالفقار"،"عليّ"،و"هادي"،بقيادة "الحاجّ  حسن"،و لكن هذه المرّة،وجه جديد دخل

 

المجموعة،الأخ "رضا".. وقد كان دور هذه المجموعة مساعدة الأخوة الّذين وقعوا في الكمين...

 

      كان الشّباب متحمّسين للهجوم،متعطّشين لدعس الدّواعش،فاستأذنوا" الحاجّ حسن " للهجوم،

 

فما كان جوابه إلّا:"يا أيّها الّذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا و اتّقوا الله لعلّكم تفلحون".

 

و فيما الشّباب منتظرون،أتى الأمر بالتّدخّل،و  الاشتباك مع قوة الدّعم التّكفيريّة التي تدخّلت

 

لمساندة الجنود الذين وقعوا في الكمين. 

 

     أعطى الحاجّ "حسن" أوامره الى “هادي” "ذو الفقار" و"علي” بالالتفاف على القوة

 

ومهاجمتها من جهة ، فيما "الحاجّ حسن "و "مهدي "يتابعان العمليّة،أمّا "جواد غريب"

 

و "رضا", فيهاجمان من الجهة الأخرى الغربيّة..  

 

وكان بصر “الحجّ حسن” يتابعهما حتّى لمحهما يتشابكان وجها لوجه مع جنود العدوّ وعلى

 

مسافة لا تتجاوز المتر الواحد..

 

   فكأنّي بمهدي يصف المنظر:

 

"الخيل غاضبةٌ على أرسانها،و البيض غاضبةٌ على الأجفان،صلّ الحديد يفوق كلّ زمانٍ،

و الموت من قدّامهم وورائهم،و الهول كلّ ثنيّةٍ و مكان،أنّى التفتّ رأيت رأسًا طائرًا لداعش أو النّصرة مهجًا مطعونةً بسنان...يمشي الرّدى في إثر كلّ قذيفةٍ،فكأنّما تقتاده بعنان،فالجوّ ممّا فاض من أرواحهم،لا تستبين نجومه عينان،و النّهر ممّا سال في مهجاتهم،يجري على أرضٍ حمراء الأديم كأنّها خضيب بَنان..."

 

أمّا "هادي" فراح يطلق الرّصاص من سلاحه متقدمًا نحو التّكفيريّين وهو يصرخ:

 

 "لو أستطيع كتبت بالنّيران                    فلقد عييت بكم وعيّ بياني

ولكدت أستحيي القريض و أتّقي             أن يستريب يراعتي وجناني

أمسى يعاصيني لمّا جشّمته                    فيكم وكنت وكان طوع بناني

يشكو إليّ وأشتكي إعراضكم                 الله في عانٍ يلوذ بعان".

 

وكأن روحه تتمنّى مفارقة جسده شوقاً للقاء أحبّائه الشّهداء الّذين سبقوه إلى حيث رضوان الله

 

تعالى..

 

    لحظات وخفت الصّوت تدريجيًّا، وقد وضع هادي يده على خاصرته اليسرى بعدما أصيب

 

بطلقة ناريّة،ثم أصيب بشظيّة أخرى في رقبته وهوى إلى الأرض .. فانغرست أصابعه بين

 

التّراب ..

 

:"وهذا يا أرض الشّام دمي .. فاجعلِ ترابك كفني ".

 

وأغمض عينيه، وعرجت روحه مسرعة نحو السماء..

 

أمّا عليّ فكان ينادي :

"أنا من أنا؟

أنا لست إلّا جعفريًّا جرحته يد الزّمان..

أنا من أنا؟

أنا لست إلّا صابرًا رغم المآسي و المحن..

أنا من أنا؟

أنا لست إلّا طالبًا، شرف اللّقاء بالحجّة ابن الحسن(عج).."

 

     ثم ما لبث ان لحق به "هادي" بعد أن فتكا بجيوش العدوّ، و ألحقا بها خسائر فادحة..

 

فيما كان "رضا" و "جواد غريب" يتابعان المواجهة و هما يردّدان بنفس واحد :(تزول الجبال و لا تزل،عضّ على ناجزك،أعر لله جمجمتك،اغرس في الأرض قدمك،إرمِ ببصرك أقصى القوم،و اعلم أنّ النّصر من عند الله سبحانه..)

 

     لكنّهما حالما فقدا الاتصال بالمجموعة الأولى،وبدآ الانسحاب تدريجيّا لأنّ ذخيرتهما بدأت

 

تنفذ،حتّى سقط “رضا" جريحًا على الأرض،فحمله “جواد غريب” وتابع انسحابه واختبآ في

 

مغارةٍ قريبةٍ من ساحة المعركة،و جيوش العدوّ تبحث عنهما..

 

بقيا ثلاثة أيّام بلياليها حبيسيّ المغارة،و "جواد غريب" يحاول التّخفيف عن "رضا" الّذي كانت

 

جروحه بليغة.

 

وفي اليوم الثّالث،قال "جواد غريب" لرضا :

 

"ما هذه الرّائحة؟؟والله ما شممتُ بحياتي أجمل منها"؛فتبسّم الأخير  وقال:"إنّها رائحة الشّهيد،رائحة الجنّة الّتي وعدني بها ربّي،يا يوسف.. دقائقي في هذه الحياة الدّنيا باتت معدودة،أستحلفك بالزّهراء(ع)،أما أوصلت هذه الرّسالة إلى أمّي،و سأسأل الله بكرامة الزّهراء(ع) أن يحقق لك حلمك و يلحقك بركبنا" .

 

و تصاعدت كلمات لبيك يا زينب مع زفرات روحه،مثقلةً كاهل "جواد غريب" الّذي لم يكن

 

قادرًا،بسبب إصابته بكتفه،على حمل جثمان رضا الطّاهر...فدفنه داخل المغاره...

 

عمل على تصليح الجهاز الذي معه ليعاود التّنسيق مع المجموعة الأولى الّتي كانت تبحث عنهما،

 

لم يستطع,ترك المغارة بعد أن تأكّد من أنّ قوّات العدوّ قد يئست من التّفتيش عنهما، و بعد سيرٍ

 

طويل،إلتقى بمجموعةٍ من الحزب ساعدته؛فتمّ نقله فورًا إلى المشفى حيث تلقّى العلاج المناسب..

 

   لكنّ يوسف لم ينس الأمانة ،فقَبْلَ ذهابه قصد منزل أهل "رضا" الواقع في البقاع،تحديدًا في

 

بعلبكّ، لزفّ نبأ الاستشهاد..لكنه فوجئ بصورة كبيرة للشّهيد, قد عفا عنها الزّمن, معلّقة على

 

بوّابة الدار و مكتوب عليها :<بأمان الله يا شهيد الله>.

 

دخل الدّار حيث "أمّ رضا" و أُخته جالستين في الحديقة,سلّم و باشر بالكلام:

 

-أنا "يوسف" صديق "رضا" النّبيل,أزفّ نبأ الاستشهاد,فالعبّاس سيكون الكفيل

 

قاطعته قائلةً:

 

-         ما لك تتلاعب بمشاعري و أعصابي؟؟ إنّ رضا مستشهد من حرب تموز.

 

-         أوليس الّذي بالصّورة؟

 

-         بلى,

 

- يا أمة الله,أقسم بضلع الزّهراء ( ع) أنّه كان بصحبتي,و قد دفنته داخل المغارة,و هاك هذه

 

الرّساله أمانه كان قد أوصاني بإيصالها لك.

 

- أرجوك بنيّ,لقد مضى سبع سنوات على الفراق,فشاب ابن بنتي و شاب بنوه,و حرقة ضناي

 

في الفؤاد كما هي,لا تزد على قلبي و تحدّثني بالمستحيل..

 

هنا,تدخّلت البنت قائلة:

 

- يا أخ,هل لي بالرّسالة؟فانا أعرف خطّ أخي جيّدًا.

 

- تفضّلي.                                                                       

 

باسم العليّ الأعلى،

غاليتي..

منذ افترقنا،لم أذق وسَنا          للهِ ما صنع الفراق بنا!

أمّاه لم  أنسَ قولك الّذي          ملأ نفسي أسىً وجوانحي شجنا

:ماذا جنينا  كي  تفارقنا؟         أمللتنا و سئمت صحبتنا؟

سأجيبك بلسان معتذرٍ             لم تجن أنت ولا مللتُ أنا

لكن   رأيت  الماء  منطلقًا           ريًّا فإن هو لم يسر أجنا                                              

 

و السّيف إن طال الثّواء به        يصدأ و يصبح حدّه خشنًا

لو كان يألف بلبل    غردٌ           قفصًا،أحبّ مقاومٌ هذي الدّنى

كره الورى   طول المقام بها       فاستنبط العجلات والسّفنا

مضينا  و  الأحبّةَ   بقافلةٍ          قافلة العشق  أماه أغرتنا

قف، يا قطار، على ربوعهم         إنّ الأحبّة، يا قطار .. هنا

هذي منازلهم  تهشّ   بنا         أخطأت.. بل هذي منازلنا

ما حللنا   بأرضٍ   عربيّة          إلّا و صارت لكلّنا وطنا

استشهدت   فداءً    للبنان          لكنّ أرض الشّام شذىً وسنى   

وطنٌ    و أهلٌ   لائذون   بنا       أفنخذل الأهل و الوطنا؟

فلسطين إنّا قادمون  فابشري     و أبشري إسرائيل بالفنا..

                                                                              ابنك المجاهد... ♥

 

    و لسان حال الأم :خذ إلى لحد رفاتي,نلتقي عند الممات,قرّب الله وفاتي,بعدك ضاعت حياتي..

        أسدل اللّيل ستاره,بالدّجى تاه المسير, و ذئاب الرّيح تعوي , و المدى صمت كبير...

 

أبت الشّهادة إلّا أن يناله سهمها,فكان الثّرى مثواه , و الجنّة مأواه ,و هاهو ضريح "يوسف"

 

اليوم مزار توّج ب((هنا يرقد الجواد الغريب))...أجل, لقد مرّت عليه القافلة .

 

                                                                         المدرسة :ثانويّة الإمام المهديّ(عج)   بعلبك  

 

                                                                         الصّفّ :الأوّل ثانويّ

 

                                                                        المعلّمة المشرفة :أميره حمزه

 

                                                                    *اقتباس من الشّاعر إيليّا أبي ماضي

       

                                                       ملاحظة:<هذه الرّواية مستوحات من قصة واقعيّة>

                                                                       # بقلم :سجى يزبك


   

معلومات إضافية

  • مصدر الخبر: بعلبك
  • الكاتب: اقتباس من الشّاعر إيليّا أبي ماضي
  • الشخصية الراعية: -
  • مكان النشاط: -
  • النوع: خبر
قراءة 24390 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

الرزنامة


نيسان 2024
الأحد الإثنين الثلاثاء الأربعاء الخميس الجمعة السبت
31 1 ٢٢ 2 ٢٣ 3 ٢٤ 4 ٢٥ 5 ٢٦ 6 ٢٧
7 ٢٨ 8 ٢٩ 9 ٣٠ 10 ٠١ 11 ٠٢ 12 ٠٣ 13 ٠٤
14 ٠٥ 15 ٠٦ 16 ٠٧ 17 ٠٨ 18 ٠٩ 19 ١٠ 20 ١١
21 ١٢ 22 ١٣ 23 ١٤ 24 ١٥ 25 ١٦ 26 ١٧ 27 ١٨
28 ١٩ 29 ٢٠ 30 ٢١ 1 2 3 4
لا أحداث

مواقع صديقة

Image Caption

جمعية المبرات الخيرية

Image Caption

مؤسسة امل التربوية

Image Caption

مدارس الامداد الخيرية الاسلامية

Image Caption

المركز الاسلامي للتوجيه و التعليم العالي

Image Caption

وزارة التربية والتعليم العالي

Image Caption

جمعية التعليم الديني الاسلامي

https://socialbarandgrill-il.com/ situs togel dentoto https://sabalansteel.com/ https://dentoto.cc/ https://dentoto.vip/ https://dentoto.live/ https://dentoto.link/ situs toto toto 4d dentoto omtogel http://jeniferseo.my.id/ https://seomex.org/ omtogel https://omtogel.site/