لأنّنا كلّنا للوطن، للعلا للعلم، وهناك على حدود الوطن من يحمل السّيف، وهنا من يحمل القلم، فيرسم الوطن بأحلى صور، ويعلّق حبّه شعارًا على الصّدر، ويحفظ بقلب وبصيرة مفهوم وطن وعاصمة ويطبع خريطته في عقله ليعرف أنّ رموز العلم اللّبناني تعمّدت بدماء الشّهداء والأبيض امتداد لصفاء ونقاء الثّلج على قممه، وأنّ صموده متجذّر كالأرز على قمم لبنان الشّامخة والعاتية على كلّ عاتي... هكذا كان الاستقلال في قسم الرّوضات في مدارس المهدي(ع) الأحمديّة، حيث أنشد التّلامذة النّشيد الوطني باللّغتين العربيّة والإنكليزيّة ولوّنوا الأعلام اللّبنانية ووضعوها على شارة حمراء عُلّقت على صدورهم، ورسموها على وجناتهم كما وتعرّفوا على مفهوم الوطن وعاصمته بيروت وخريطته ورموز العلم اللّبناني بكتيب خاص باللّغة الإنكليزيّة، فالوطن ليس بالشّعارات فقط يُصان بل يحفظ بالدّم والقلب والجغرافيا.