جاري تحميل الصفحة
مدارس المهدي
الادارة

الادارة

ادارة موقع مدارس المهدي

بالتعاون بين المؤسسة الإسلاميّة للتربية والتعليم وجامعة المعارف، اختُتمت سلسلة اللقاءات والورش التدريبية لمسابقة ريادة الأعمال الأولى بعنوان: "أنا رائد" والتي جرت بالتنسيق بين كلية إدارة الأعمال في الجامعة وفرق الأندية المدرسية في المؤسسة، بهدف تعريف التلامذة على مبادئ ريادة الأعمال والابتكار، والتدرّب على صناعة الفكرة ودراسة الجدوى وتقديم مخطّط المشروع.

 

    

 

استمر العمل لمدة ثلاثة أسابيع، تنوّع بين لقاءات نفذتها الجامعة في المدارس، وورش تدريبية حضع لها التلامذة في حرم الجامعة.

 

    

 

تجدر الإشارة إلى أن المسابقة تستهدف تلامذة الصف الثاني ثانوي في مدارس المهدي(ع) في بيروت ومعهد الرسول الأعظم(ص) التقني، حيث قدم التلامذة من خلالها مشاريع رائدة ستُنفذ لاحقًا، ويحصل الفائزون في الختام على جوائز ماليّة قيّمة، وجوائز عينيّة، ومنح دراسيّة من جامعة المعارف.

 

 

 

شاركت مدارس المهدي(ع) في مباراة كنغورو الرياضيات العالمية التي جرى تنظيمها للمرة الأولى في لبنان لصفوف الأول الأساسي وحتى الثالث الثانوي باللغتين الفرنسية والإنكليزية، وشارك فيها أكثر من 100 دولة على مستوى العالم.

أجريت المباراة في مركز الجامعة الأمريكية والجامعة اللبنانية الدولية في مختلف المناطق، تحت إشراف اللجنة المنظمة، وقد شارك من مدارس المهدي(ع) كل من فروع البزالية، بعلبك، عين بورضاي، شمسطار والنبي شيث من البقاع، والكفاءات، الحدث، وشاهد من بيروت، وكفرفيلا، صور، وعين المزراب من الجنوب، والمعيصرة من الشمال حيث بلغ عدد التلامذة المشاركين حوالي 126 تلميذًا.

 

 

وقد حقق التلامذة المشاركون من مختلف المراحل التعليمية مراتب متقدمة في المباراة تراوحت بين المرتبة الأولى والعاشرة على مستوى لبنان.

تجدر الإشارة إلى أن مباراة كنغورو الرياضيات، هي مباراة من أصل فرنسي تهدف إلى نشر الثقافة الرياضية وهي من أكبر المباريات المدرسية على مستوى العالم، عبارة عناختبار مدته 50 دقيقة، مؤلف من 24 سؤالًا ذات اختيارات متعددة (لكل سؤال، خمس إجابات محتملة، وإجابة واحدة صحيحة) وسؤالين مفتوحين، حيث تتدرج الأسئلة في صعوبتها، ولا يسمح باستخدام الآلةالحاسبة.

 

 

 

 

 
 
حقق تلامذة مدارس المهدي(ع) في بيروت مراتب أولى في البطولة السنوية التاسعة للروبوت ARC التي أقيمت برعاية وزير التربية والتعليم العالي في الجامعة اللبنانية وشارك فيها فرق الأندية المدرسية في كل من ثانويات المهدي(ع) شاهد، الحدث، الكفاءات، ضمن مختلف الفئات المتبارية.
 
 
 
وقد جاءت نتائج مدارس المهدي(ع) على الشكل التالي: 
 ثانوية المهدي (ع) الحدث حازت على:
المرتبة الأولى عن أفضل تصميم للروبوت.
المرتبة الثالثة في المشاريع العلمية.
 
 ثانوية المهدي(ع) شاهد حازت على:
المرتبة الثانية في مصارعة الروبوت.
المرتبة الثانية في المشاريع العلمية.
 
  
 
   
 
 المباراة حضرها ممثل الوزير، المستشار لشؤون التعليم العالي الدكتور نادر حذيفة، مدير كلية العلوم الدكتور حسين بزي، نقيب تكنولوجيا التربية الأستاذ ربيع بعلبكي، رئيس بلدية برج البراجنة الأستاذ عاطف منصور، نائب رئيس بلدية حارة حريك المهندس أحمد حاطوم، مسؤول هيئة الإبداع والتميز في سوريا الدكتور مهيب النقري، رئيس جمعية المبدعيين اللبنانيين الدكتور جمال مسلماني، رئيس تجمع المعلمين في لبنان الدكتور يوسف كنعان، وممثلين عن الجهات الداعمة والراعية وعدد من ممثلي رؤساء البلديات ومدراء الجامعات والمدارس والجمعيات بالإضافة إلى ممثلي السلك الدبلوماسي في لبنان وفعاليات تربويّة وعلميّة واجتماعيّة وبلدية. وحشد من الأهل والمهتمين بعلوم الروبوت بالإضافة إلى أعضاء اللجنة التنظيمية للبطولة.
 
 
وقد شارك في البطولة 143 فريقاً من مختلف المناطق اللبنانيّة شملت 3 فرق من سوريا في إطار التعاون الذي يضم اللجنة المنظمة وهيئة التميّز والإبداع، وانقسمت المنافسات إلى 8 فئات شملت مختلف المراحل الأكاديميّة بدءًا من مرحلة الروضات وصولاً إلى المرحلة الجامعيّة.
 
وقد تميزت البطولة هذا العام بالمشاريع التي حملت عنوان "الروبوت وخدمة الإنسان"، فتم توزيع 38 جائزة تضمنت 10 منح جامعية وجوائز بقيمة 6000$.
 
وكانت البطولة انطلقت منذ 6 أشهر بالشراكة مع الجامعة اللبنانية والتعاون بين كل من جمعية كلمات التربوية وبلدية حارة حريك وتجمع المعلمين في بيروت.
 
 
   
    
 

 

 

 

 

 

أماني: "أبارك لكم شهادة السيد محمد حسن فضل الله، فهو شهيد معركة الحق والباطل".

المؤسّسة الإسلاميّة للتربية والتعليم تنظم المباراة المركزية التاسعة لوحدة اللغة الفارسية "مباراة الشهيد قاسم سليماني (رحمه الله)"

 

برعاية وحضور سعادة سفير الجمهورية الإسلامية في بيروت السيد مجتبى أماني، نظمت مديرية الإشراف التربوي في المؤسّسة الإسلاميّة للتربية والتعليم المباراة المركزيّة التاسعة لوحدة اللّغة الفارسيّة بعنوان "مباراة الشهيد قاسم سليماني (رحمه الله)".

 

 

أقيم الحفل في قاعة الشهيد السيد محمد باقر الصدر(قده) في ثانويّة المهديّ(ع) الحدث بحضور كلٍّ من سعادة السفير الإيراني السيد مجتبى أماني، المستشار السياسي للسفير السيد مهدي نبيوني، مدير المدرسة الإيرانية السيد مهدي طهماسبي، مدير مركز الإمام الخميني الثقافي للجالية الإيرانية في لبنان السيد علي عيسى الطباطبائي، ممثلة بنياد سعدي الدكتورة منى مؤيد، ممثل جمعية المبرات الخيرية الأستاذ فايز جلول، ممثل مؤسسات أمل التربوية الأستاذ علي بدران، ممثلة جمعية التعليم الديني الإسلامي الحاجة آمنة نور الدين، مدير الإشراف التربوي الدكتور غالب العلي، مشرفة اللغة الفارسية الحاجة أمل ناصر الدين، ومديري المدارس والكادر الإداري والتعليمي والتلامذة المتبارين.

 

افتُتح الحفل بآيات بيّنات من الذكر الحكيم، بعدها النشيدين االوطني اللبناني والإيراني، تلاه تقرير مصوّر بعنوان "أينعت رُشدًا" يلقي الضوء على تجربة اللّغة الفارسيّة في المؤسّسة بعد 15 عامًا من انطلاقته.

 

بعدها كانت كلمة لمشرفة اللغة الفارسية في المؤسسة الحاجة أمل ناصر الدين قالت فيها: "إن مشروعنا نما وتطور، فمن فرعين وعدد قليل من التلامذة، أصبح اليوم يشمل 19 فرعًا و8000 تلميذ، وقد سعت المؤسسة خلال كل تلك الأعوام إلى تطوير المشروع، وعملت على تعزيز الدافعية لدى المتعلمين من خلال إقامة المباريات والأنشطة والدورات الافتراضية وتأمين فرص التواصل مع أهل اللغة الأصليين، فضلًا عن إعداد وتدريب المعلمين وإنتاج المناهج والانفتاح على المؤسسات الداعمة والمساندة".

 

وختمت بالشكر الجزيل للكادر الإداري والتعليمي على مواكبتهم وعملهم الدؤوب لتحقيق الأهداف الخاصة بالمشروع.

 

تلا ذلك نشيد باللغة الفارسية أداه ثلة من تلامذة ثانوية المهدي(ع) شاهد.

 

 

بعد ذلك كانت كلمة لراعي الحفل السيد مجتبى أماني أعرب فيها عن فخره بالحضور في أنشطة اللغة الفارسية، شاكرًا للمؤسسة اهتمامها بلغة الثورة الإسلامية.

 

كما بارك السفير أماني للمؤسسة شهادة السيد محمد حسن فضل الله قائلًا: "أبارك لكم شهادة السيد فضل الله، وإن شاء الله سأشارك في مراسم تأبينه في بيروت؛ الشهيد هو شهيد معركة الحق والباطل، وإن شاء الله سيكون ضيفًا عند الشهداء سيما شهداء كربلاء".

 

 

سياسيًا، تناول السفير أماني موضوع الهجوم الإيراني على الكيان الإسرائيلي قائلًا: "نحن لم نستفد في هجومنا من الصواريخ المتطورة، بل استخدمنا الصواريخ والمسيرات القديمة، والعمليات كانت تجريبية تدريبية لنفهم القدرة الإسرائيلية على  صدها".

 

وأضاف: "الدفعة الثانية كانت جاهزة من خلال صواريخ متطورة أكثر في حال لم تصل الدفعة الأولى، وهذا من المهم أن تفهمه إسرائيل، فإذا كانت صواريخ الدفعة الأولى قديمة ومتوسطة والمسيرات بطيئة السرعة، ماذا لو استفدنا من الصواريخ الأكثر تطورًا؛ ستكون مصيبة في إسرائيل".

 

وحول مزاعم الرد الإسرائيلي قال أماني: "ما حصل داخل إيران أولًا جرى من الداخل، لا يعتبر عملية عسكرية بل أمنية، وكل ما قيل في الإعلام هو مجرد ترهات وكذب".

 

 

وختم قائلًا: "الرد الإيراني الثاني في حال تجرأت إسرائيل على الهجوم سيكون بثلاثة مواصفات، أسرع، أوسع، وأقوى إن شاء الله".

 

وفي الختام تمّ إعلان النتائج وتوزيع الجوائز على الفائزين في المباراة، وهي عبارة عن رحلة مجانيّة إلى الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة للّذين حازوا المرتبة الأولى، وهدايا تذكارية للمراتب الباقية.

 

    

 

 

 

عنوان الخبر: وفد من ثانوية المهدي - شاهد زار السفير الإيراني

 

اسم الوسيلة: موقع الوكالة الوطنية

 

تاريج الادراج: 17/2/2024

 

 

 

عنوان الخبر: المؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم تُعلن عن مشروع الروضة القرآنية

 

اسم الوسيلة: موقع العهد الإخباري

 

تاريج الادراج: 28/3/2024

 

 

 

عنوان الخبر: كُنّا.. فيلم مسرحي إنشادي رائع بمناسبة ولادة الإمام المهدي عليه السلام

 

اسم الوسيلة: إذاعة طهران

 

تاريج الادراج: 28/2/2024

 

 

 

الجمعة, 29 آذار/مارس 2024 10:02

رزنامة شهر نيسان

أصدرت مديرية العلاقات العامة والإعلام في المؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم رزنامة شهر نيسان للعام الدراسي 2023- 2024 التي تعرض أبرز المناسبات والعطل خلال الشهر. 

 

 

 

السيد علي فحص: "إن هذا المشروع قيّم ومبارك ويجب دعمه كل من حيث موقعه لإنجاحه ومثابرته".

المؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم – روضة المهدي(ع) تنظم حفل الإعلان عن مشروع الروضة القرآنية

 

في أجواء شهر رمضان المبارك، وبمناسبة ولادة الإمام الحسن المجتبى(ع)، وبرعاية وحضور مسؤول وحدة التبليغ والأنشطة الثقافية في حزب الله سماحة السيد علي فحص، نظّمت المؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم - روضة المهدي(ع) حفل الإعلان عن مشروع الروضة القرآنية.

حضر الحفل ممثّل سعادة سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان السيد مجتبى أماني، المستشار السياسي السيّد مهدي نبيوني، رئيس جمعية القرآن الكريم الشيخ طلال المسمار، رئيس بلدية برج البراجنة الأستاذ عاطف منصور، عميد كلية التربية في جامعة المعارف البروفسور هاشم عواضة، مسؤول وحدة الآثار الدينية الحاج علي زريق، رئيس جمعية المؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم الدكتور حسين يوسف، مدارء مدارس المهدي(ع)، وحشد من الفعاليات التنظيمية والدينية والتربوية والثقافية والإعلامية وأولياء الأمور.

 

افتتح الحفل بفقرة تلاوة فردية للأطفال شملت سورتي الانشقاق والفجر.

 

 

 

تلا ذلك النشيدين الوطني ونشيد مدارس المهدي(ع) وتقرير عن المشروع من إنتاج مديرية العلاقات العامة والإعلام يلخص أبرز الخصائص والأهداف في الروضة القرآنية.

 

وكانت كلمة لمديرة روضة المهدي(ع) الدكتورة نانسي الموسوي رحبت فيها بالحضور معبرة عن الافتخار بالمحفل القرآني، لافتةً إلى فرادة المشروع وخصوصيته لاستناده إلى أسسٍ تربويةٍ ونفسيةٍ تراعي خصائص الأطفال وقدراتهم في مرحلة عمرية صغيرة، مشيرة إلى أن التحدي لم يكن في تحفيظ الأطفال للسور القرآنية بل في السعي لبناء علاقة حب بينهم وبين القرآن الكريم".

 

 

وأشارت أن أطفال الروضة القرآنية حققوا إنجازات كبيرة أبرزها حفظ جزء "عمّ" كاملاً بالإضافة إلى اكتساب الكفايات التربوية والتعليمية المطلوبة لمرحلتهم العمرية مؤكدةً أن "أهل التربية وأصحاب الاختصاص يعرفون جيدًا بأن هذا ليس بالقليل بالنسبة لأطفالٍ في عمر الرابعة".

 

بعد ذلك توالت الفقرات القرآنية حيث جرت تلاوة فردية لسورتي الغاشية والبروج، ثم قامت مجموعة من الأطفال بتلاوة جماعية لسورتي الشمس والطارق وأجابوا عن أسئلة خاصة بمعاني الآيات.

 

وفي فقرة الزخارف القرآنية أجابت مجموعة أخرى عن أسئلة حول "أول آية من كل سورة" و "في أي سورة وردت الآية"، فضلًا عن تسميع فهرس جزء عمّ كاملًا.

 

بعدها كانت كلمة لراعي الحفل مسؤول وحدة التبليغ والأنشطة الثقافية في حزب الله سماحة السيد علي فحص الذي بارك للحضور بالشهر الفضيل وولادة الإمام الحسن المجتبى(ع)، وأثنى على الجهد الخاص للروضة القرآنية المُفرح للقلوب ولقلب صاحب العصر والزمان(ع) وأهل البيت(ع) حيث أن أطفال بعمر الرابعة من العمر يحفظون هذا الكم من سور القرآن الكريم.

 

 

وأضاف: "إن هذه الخطوة يُبنى عليها في المستقبل"، متقدمًا بالشكر للمؤسسة على الجهد المبذول في المشروع إلى جانب دورها في التربية والتعليم، أما للأهل فتقدم بالشكر لاهتمامهم ومواكبتهم لأطفالهم.

 

 

وقال سماحته: "بلا شك أن القرآن الكريم فتح للبشرية أبواباً واسعة من النور والمعرفة، وقدم إلى البشرية جمعاء قيمًا سماوية فالقرآن يحكم بالعدل وينزل الله خيراته وبركاته ليشمل كل البشرية."

 

ودعا سماحته إلى التمسك بالقرآن الكريم وتلاوة آياته واستحضاره بكل حياتنا ليكون مرجعاً لكل شيء، وختم السيد علي فحص قائلاً: "إن هذا المشروع قيّم ومبارك ويجب دعمه كل من حيث موقعه لإنجاحه ومثابرته".

 

بعدها كرّم سماحة السيد علي فحص ورئيس الجمعية الدكتور حسين يوسف معلمات الروضة القرآنية، واختتم الحفل بنشيد جماعي أدّاه الأطفال وجرى أخذ الصور التذكارية.

 

تجدر الإشارة إلى أن الروضة القرآنية في روضة المهدي(ع) هي روضة مخصّصة للأطفال من عمر 4 وحتى 6 سنوات، تسعىإلى إعداد حفظةٍ للقرآن الكريم الذي يُعتبر المحور الأساس في يومياتها، وتشتمل على مجموعة من الأهداف المرتبطة به، وفق نظامٍ تعليميٍ ومنهجٍ تربويٍّ خاص يستند إلى مبدأ مراعاة حاجات الطفل واستثمار قدراته وتنميتها بشكل متوازن.

 

 

 

 

 

النصّ الكامل لكلمة الإمام الخامنئي في محفل الأنس بـ"القرآن الكريم"

  122024/03/

ينشر موقعKHAMENEI.IR الإعلامي النصّ الكامل لكلمة الإمام الخامنئي بتاريخ 12/3/2024 في محفل الأنس بـ«القرآن الكريم» في أوّل يوم من شهر رمضان المبارك 1445 ه. ق.

      

بسم الله الرّحمن الرّحیم والحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على سيّدنا ونبيّنا، أبي القاسم المصطفى محمّد، وعلى آله الأطيبين الأطهرين المنتجبين، الهُداة المهديّين المعصومين، [ولا] سيّما بقيّة الله في الأرضين.

أهلًا وسهلًا بكم. بحمد الله كانت جلستنا اليوم متضمّنة لكلّ شيء؛ جلسةٌ جيّدة جدًّا وكاملة وشاملة. وأنا أُعرب عن شكري من الصّميم، سواء للمُنظِّمين، أو للمضطلعين بدورٍ في هذه الجلسة البهيّة والحافلة بالمعاني والجميلة للغاية؛ أولئك الذين تلوا [القرآن]، وأولئك الذين قدّموا أداءً، أشكر كلَّ واحد منهم.

لحسن الحظ، إنّ تلاوة القرآن؛ التلاوة الصحيحة وفق قواعد وضوابط القراءة، آخذة بالتوسّع يومًا بعد يوم في البلاد. ولعلّه لم يمرَّ يوم إلا وشكرت فيه أنا العبدُ اللهَ المتعالي على هذه النِّعمة العُظمى.إذ دائمًا ألحظ على التلفاز أحد القرّاء المحترمين – وبعضهم أيضًا حاضر ههنا – أو عددًا من المرتّلين منكبِّين على التّلاوة؛ فأجلس وأُنصتُ مستمتعًا وأحمد الله. وقد مُنِح لنا هذا ببركة الثورة، وحينما نقارن بلادنا مع الدول الإسلامية الأخرى، وأنا الآن لا أستطيع أن أقول بنحو حاسم ولا أملك إحصائيات دقيقة، ولكن تَصوّري أنا العبد هو أنّ عدد القرّاء ذوي القراءة الحسنة والصحيحة في بلادنا ربما يكون أكثر من جميع الدول الإسلاميّة؛ قد يُستثنى بلد واحد خارج هذه القاعدة العامّة، وإلّا فسائر الأماكن في العالم، كما نسمع ونرى أحيانًا، لا يصلون إلى [مستوى] شبابنا، وإليكم أيّها القرّاء الأعزاء وقرّة أعيننا.

 

ينبغي التوصُّل إلى قيمة وعظمة تلاوة القرآن من عظمة القرآن نفسه. انظروا في القرآن نفسه؛ بأيّ الألقاب وبأيّ الأوصاف عُرِّف القرآن. وقد دوّنت أمثلة عدة على ذلك: «القرآن العظيم»، «القرآن الكريم»، «القرآن المبين»، «القرآن المجيد»، «القرآن الحكيم»، «القرآن شفاءٌ»، «القرآن رحمةٌ»، «القرآن نورٌ»،وأوصاف من هذا القبيل. وإذا أضفى اللهُ المتعالي الذي هو معدن العظمة، ومنشأ العظمة، وخالق العظمة، صفة «العظيم» على شيء - {وَالقُرْآنَ العَظِيمَ} (الحجر، 87) – فمعناه أنّه بمنتهى الرِّفعة، وبمنتهى العُلوّ، وقيّمٌ للغاية. وهذا هو الذي تتلونه أنتم! القرآن أسمى وأرفع من كلّ ما خلقه الله المتعالي تحت السماء؛ هو «الثَقَلُ الأكبر»، تأمّلوا في الأمر! «إِنِّي تارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَين»؛ الثَقَل الأكبر - «الثَقَل» معناه الشيء النّفيس – والمقصود هو القرآن، [الثقل الثاني] أي أئمّة الهدى (عليهم السّلام)؛ الأنوار الطيّبة، والمنوّر بنورهم عالم الوجود بأكمله، إنّهم في الرّتبة اللّاحقة بعد القرآن. القرآن هو الثَقَل الأكبر؛ وهذا كلام بمنتهى الأهميّة. فكيف نتعامل مع القرآن؟ إنّكم أنتم الذين تتلون القرآن، كلّ واحد منكم يا قرّاء القرآن، أنتم رُسُل العرش الإلهي إلينا نحن الأرضيّين؛ هذا هو معنى تلاوة القرآن.أنتم تبيِّنون لنا مضمون الكلام الإلهي؛ وكلّ واحد منّا كان له قلب، فإنكم تنزّلون هذا القرآن على قلوبنا. وكلّ واحد منّا كان له سمع، فإنّ آذاننا تستفيض بسماعكم. فاعرفوا قيمة أنفسكم.

حسنًا، [هناك] عدة نقاط سنتوقف عندها؛ إحداها أهميّة تلاوة القرآن. هذا وإنّ عظمة القرآن أمر له دلالته الخاصّة، واشتمال القرآن على المعارف النورانيّة من الطراز الأول في العالم له خصوصيّته أيضًا، [لكن] قراءة القرآن بحدّ ذاتها [أمرٌ] قيِّم. فالله المتعالي يأمر أعظم موجودٍ خَلقَه؛ أعني الوجود المقدَّس للنبيّ الأكرم (صلّى الله عليه وآله) أنِ اقرأ [القرآن]! {فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ القُرآن} (المزمّل، 20)، {فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ} (المزمّل، 20)؛ ينبغي عليك أن تقرأ القرآن، وينبغي أن تتلوه. {[وَ]اتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ} (يونس، 71)، {[وَ]اتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ} (الشعراء، 69)؛ [فالله] يأمر الرسول بالتلاوة. إحدى واجباتنا هي تلاوة القرآن. وبرأي هذا [العبد] الحقير، ينبغي على كلّ أحد في العالم الإسلامي ألّا يمضي عليه يوم دون قراءة آياتٍ من القرآن؛ علينا جميعًا أن نتلو [القرآن].

 


وقد قلت مرارًا أنا العبد في مختلف الجموع، [لنقرأ] كلّ ما أمكننا: {فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ} (المزمّل، 20)؛ فبعضهم يقرأ خمسة أجزاء في اليوم، وبعضهم يقرأ جزءًا واحدًا في اليوم، وبعضهم يقرأ حزبًا واحدًا في اليوم؛ إن لم يكن بمقدوركم ذلك، فاقرؤوا صفحة أو نصف صفحة في اليوم [لكن] اقرؤوا. ينبغي أن يُتلا القرآن.

في هذا الكلام الذي أوردناه، القراءة والتلاوة من أجل قلب القارئ، غير أنّه لا يقتصر على ذلك؛ فكما ينبغي على قلب القارئ أن يتنوّر بتلاوة [القرآن]، أيضًا ينبغي على قلب المجتمع أن يستضيئ ويتنوّر بتلاوة القرآن. يقول الله المتعالي لرسوله: {وَقُرْآَنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ} (الإسراء، 106) – ويوجد آيات كثيرة أُخرى تحمل المضمون نفسه- أي اقرأ على النّاس أيضًا؛ فهذا هو عملك. نحن نقرأ القرآن في المنزل لأنفسنا، وأنتم تقومون بعمل أسمى، أنتم تقرؤون القرآن من أجل الناس، وتتلون على الناس؛ وهذا قيّم للغاية. فاعرفوا قيمة أنفسكم، وقدّروا قيمة عملكم.
النقطة الأخرى هي مسألة التدبُّر المهمّة. ينبغي قراءة القرآن بتدبُّر. ولا شك أنّ للتدبّر درجات. والتدبّر يعني الوصول من الظاهر الأنيق للقرآن إلى الباطن العميق له: «ظاهِرُهُ أنيقٌ، وَباطِنُهُ عَميقٌ»؛ وهذا الظاهر هو جماليات عملكم هذا، وألفاظ القرآن نفسه، والجماليّات الخاصّة بالقرآن. والباطن العميق هو ما يُنال بالتدبُّر. فحينما تُمعنون التفكير والتدقيق والفهم في الموضوعات المتعلّقة بآية أو كلمة من القرآن الكريم ستتوصّلون إلى معارف ومفاهيم أكثر؛ هكذا يكون التدبّر. {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ} (ص، 29)؛ إنّه [هكذا]، أي إنّ الكتاب أُنزل أساسًا من أجل التدبُّر، ومن أجل الفهم. وكل هذه الأمور الأخرى إنّما هي مقدّمة للفهم. وثمّة نقطة موجودة ههنا. حينما يقولون لنا تدبّروا، فمعناه أنّ الله الذي هو خالقنا، يعلم أنّنا نملك القدرة على الوصول إلى ذلك العمق، وإلّا لَما قالوا تدبّروا. فأنْ يقول الله المتعالي تعمّقوا في القرآن، معناه أنّه بمقدوركم ذلك، ولديكم هذه القابلية للتعمُّق في القرآن

طبعًا على الجميع أن ينتبهوا إلى أنّ التعمُّق في القرآن يختلف عن التفسير بالرأي، ويختلف عن فرض الآراء الشخصيّة على القرآن، ويختلف عن الاعتماد على المعارف الشخصية الناقصة وقصيرة النظر؛ وهنالك شروط إذا ما سنحت الفرصة، أشير إليها أيضًا.

ومن الأمور المهمّة فنّ التلاوة. وهنا أقول: لحسن الحظ كانت التلاوات اليوم جيّدة جدًا؛ أي أغلب التّلاوات في جلستنا هذه هي جيدة. وقد شوهدت اليوم أنماطٌ وتحبيرات جديدة من هؤلاء الشباب الذين دخلوا، والحمد لله، [مجال تلاوة] القرآن، ووضعوا أقدامهم في طريق تلاوة القرآن؛ لقد كان أداء فتيتنا الأعزاء أداءً جيدًا، وللإنصاف فإنّ قراءنا الأعزاء أدّوا التلاوة بنحو جيد جدًا.
التلاوة فنٌّ، لكن ما يميّزه عن الفنون الأخرى هو أنّه مقدّس؛ «فنٌّ مقدّس». هذا أمر جيد للغاية؛ فبالإضافة إلى كونها فنًّا – وأسمى الجماليات التي تصدر عن ذهن الإنسان تسمّى فنٌّ – فإنها أيضًا تحظى بالقُدسيّة، والمسألة الأساسيّة هنا أنّ هذا الفنّ وكلّ تحبيراته وأنماطه – وأنتم أهل هذا الفن، وملتفتون إلى هذه الأنماط والتحبيرات – أدوات ووسائل. أدوات لأيّ شيء؟ أدوات لإيصال المعنى.
قلت في العام الماضي وفي مثل هذا المحفل إنّكم حين تتلون [القرآن]، ما الذي تريدون فعله؟ تريدون إبراز القرآن، أم تريدون استعراض أنفسكم؟ هذا هو المهم. بديهي أننا ضعفاء؛ أن نضع أنفسنا جانبًا بالكامل، ونحذفها، ونضعها خلف ظهورنا، فهذا مما لا يتأتّى من الناس الضعفاء من أمثالي أنا العبد، لكن فلننتبه في الحد الأدنى إلى أن الهدف الأساس هو تقديم القرآن، وإذا برزت «الذات» أيضًا إلى جانبه فلا بأس، ولكن يجب أن يكون القرآن هو الواجهة؛ وهذا ما يخلق تمايزًا كبيرًا في نوع تلاوتكم.ومن الملاحظ في مواضع كثيرة أنّ القرَّاء الكبار المعروفين والموجودين بيننا، لا تظهر مسألة استعراض الذات في تلاواتهم. افترضوا أنّ تكرار [الآيات] جيّدٌ في مواضع، وضروريٌّ في مواضع أخرى؛ لكن كم من التكرار؟ أنا أستمع لتلاوة، والآية التي لا يوجد حتّى أيّ ضرورة لتكرارها، يكرّرها القارئ عشر مرات! فما معنى هذا؟ معناه أنّ هذا القارئ خبير جيّد بالموسيقى، ويمتلك صوتًا جميلًا أيضًا، ويريد أن يتلوها بأشكال مختلفة. [فمثلًا] {إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ} (يوسف، 4)؛ بديهي أنّ {إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ}، لا تحتاج إلى تكرار؛ فافترضوا الآن أنّها [تُكرّر عشر مرات، لكن لا دليل] لتكرارها عشر مرّات. وإنّي أقول عشر مرات، لربما [كان] تسع مرات مثلًا. ولقد أحصيت [المرات]، هكذا... تكرار فتكرار فتكرار! وهذا ممّا لا ينتظره المرء من القارئ؛ يجب ألّا ننسى هذا. فالقرآن إذن فنّ بحدِّ ذاته

 

نعم، القرآن بحدّ ذاته أثرٌ فنّي ربّانيّ وإلهيّ، إنّه أثر فنّي.حسنًا، أَدركَ الأشخاص من ذوي الرأي والدقّة والتدبّر بشكل تدريجيّ أمورًا من زوايا وخبايا هذا الأثر الفنّي على مرّ التاريخ، ومنها أنّ القرآن ينطوي مثلًا على فنّ التصوير، أي إنّه يُصوّر الأحداث. [مثل] هذا الكتاب الذي دوّنوه: التّصوير الفنّي في القرآن. عندما يحاول القرآن التعبير عن العديد من الأمور، عن مشهد معيّن، مشهد يوم القيامة على سبيل المثال، انظروا بأيّ عبارات متنوّعة ومتعدّدة يجري تصوير القيامة ومشاهدها وساحتها للإنسان، أو تصوير ساحة الجهاد: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (1) فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا (2)} (العاديات). هذا تصوير، إنّه يصوّر لنا المشهد. يمكن القول إنّهم ركبوا الأحصنة، واتّجه الفارس نحو الميدان، لكن أن يُقسم [الله] في هذه الآية بذاك الحصان الذي يلهث، ويُقسم بذاك الحصان الذي يصطدم حافره بالصخرة ويُحدث شرارة على سبيل المثال، فإنّه يُصوّر هذا المشهد.
جاء وصف المنافقين في هذه الآية الشريفة من سورة البقرة: {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ (16)}، هذه الصورة بُعدٌ من أبعاد المنافق؛ هذا المنافق الذي آمن في البداية نتيجة الحماس. {اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ}، [لكن] كان هناك مرضٌ في قلبه أدّى إلى أن يسلبه الله هذا النّور: {وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ}؛ إنّه يُصوّر، وهذه الصّورة [تُعبّر] عن بُعد من أبعاد الشخص المنافق. ثمّ [يعرض] فورًا بُعدًا آخر: {أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ} (البقرة، 19) وهذا أيضًا كان بُعدًا آخر من أبعاد المنافقين. «الصيّب» هو المطر الغزير. حسنًا، المطر رحمة لكن إلى جانب هذا المطر، هناك الرّعد والبرق، فيخاف هذا [الشّخص]. هناك الظّلمات، فيخشاها. لا ينتفع من مطرها، ويخشى رعدها وبرقها أيضًا. كما جاء في سورة «المنافقون»: {يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ (4)}. يعرض هذه الأبعاد لدى المنافق، لاحظوا كيف يصوّر القرآن. حسنًا، ترغبون أن تعبّروا عن هذا الأمر وأن تنقلوا هذه الصورة الموجودة في الكلام وهي معجزة، إلى ذهن مخاطبكم وقلبه. إنّه فنٌّ عظيم جدًّا، وهو فنٌّ رفيع

حسنًا، هناك كلامٌ كثير في مجال التلاوة طبعًا. وأنا – العبد – أكنّ حقًّا ومن أعماق قلبي المحبّة والاحترام لقُرّائنا الأعزّاء، بدءًا من الأساتذة والبارزين والقدماء وصولًا إلى الشباب ومن خاضوا هذا الميدان حديثًا. إنّني أحبّ حقًّا كلّ واحد من هؤلاء من أعماق قلبي، لكن هناك ملاحظات بطبيعة الحال يجب مراعاتها.

اعلموا أنه ينبغي لكم أن تكونوا مصداقًا لـ{الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ} (الأحزاب، 39)؛ إنّكم لتُبلّغون الرسالة الإلهيّة. أيّ رسالة أوثق وأشدّ إتقانًا وأكثر واقعيّة ممّا تؤدّونه في جلسة تلاوة القرآن؟ يجب أن تكونوا هكذا. لابدّ أن تطابقوا أنفسكم مع هذه الآية: {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ}، انظروا ما الذي يفعله هؤلاء الذين يبلّغون رسالات الله، وكيف هم، وكيف ينبغي لهم أن يكونوا. هذه قضيّة

"الالتفات إلى المعنى»؛ التفتوا إلى معنى الآية التي تتلونها، واجتهدوا في أن تخشع قلوبكم. إنّ خشوعكم يؤثّر في المستمع. عندما تتلون القرآن بخشوع وتوجّه، يتأثّر المستمع فيخشعُ هو أيضًا. الالتفات إلى مضامين الآيات يُسبّب هذا الخشوع

مسألة نتوقف عندها أيضًا، هي وجوب اجتناب «الغناء الحرام» بشكل جدّي، ولتلتفتوا إلى هذا الأمر.طبعًا هناك الكثير من الكلام في باب «الغناء»، لكنّ بعض الألحان غناء. سأتحدّث الآن بصراحة؛ أنا أنصت إلى التلاوات، خاصّة تلك التي تُبثّ عبر المذياع. أحيانًا عندما يقرأ بعض هؤلاء القرّاء المصريّين المعروفين، أطفئ – أنا العبد – المذياع، لأنّني أشعر بوجود شبهة. خذوا مثالًا محمّد عمران عندما يقرأ في بعض الأحيان، أشعر حقًّا بوجود شُبهة. حسنًا، يبدو أنّه غادر الدنيا أيضًا، فليرحمه الله. وبعده عبد المنعم، هؤلاء يقرؤون بصوت حسن، ولديهم أصوات جيّدة، وهم محترفون جدًّا في الموسيقى أيضًا للحقّ والإنصاف، لكن ما يقرؤونه أحيانًا شبيه بنمط من أنماط الأغاني العربية، وهذا ليس تلاوة للقرآن. طبعًا يُلاحظ أحيانًا وجود أمورٍ من هذا القبيل في أعمال بعض أساتذة القرآن البارزين والعظام والذين أكنّ لهم محبّة كبيرة، ولكن ذلك لا يعني أن نقول إنهم [بلا إشكال]، وبعضهم أيضًا ليسوا كذلك. بعض هؤلاء القدماء مثل عبدالفتّاح الشعشاعي وأمثال هؤلاء لا يتعدّون إطار التلاوة القرآنيّة حقًّا، [لكنّ] شباب اليوم هؤلاء الذين يظهرون من مصر أحيانًا هنا وهناك ويقرؤون بعض الآيات، يتعدّون الضوابط والمعايير في العديد من الأحيان. هذه نقطة أيضًا

 

طبعًا، يتمتع بعض قرائنا الأعزاء أيضًا بأصوات جيدة، وهذا الصوت العذب يؤول في بعض الحالات إلى حصول رغبة في ترجيعات إضافية وزائدة.

يقول الشاعر:

 پری‌ رو تاب مستوری ندارد *** چو در بندی سر از روزن برآرد

وجه الملاك لا يطيق الستار *** كسجينٍ يطل برأسه من النافذة.

صدّوا أنفسكم متى ترون أنكم تودّون إضافة ترجيع زائد في غير مكانه، وليس له ضرورة؛ هنا يستلزم الأمر إرادةً، الإرادة القوية ضرورية للإنسان حتّى يتمالك نفسه ويصدّها. لا تقلّدوا حركات بعض القراء. أنتم إيرانيون، ولديكم معاييركم الجميلة والبليغة الخاصة بكم، فلا داعي للتشبه بالآخرين والسّير على خطاهم، كأن يتحرك أحدنا كما يتحركون، ويلبس كما يلبسون. في بعض الأحيان يُعرَضُ قرّاؤنا وهم في الخارج مثلًا، بملابس كملابس تلك البلاد. لا، ارتدوا ثيابكم الخاصة بكم، واذهبوا واجلسوا بكلّ فخر، ونافسوهم بتلاوة أفضل، وحقًا تلاوتكم أفضل. كانت هذه قضية أيضًا.
هناك قضية أخرى أودّ تأكيدها، وهي أنّ تعاظم المجالس القرآنية والحلقات القرآنية وتلاوة القرآن في البلاد يفوق الوصف حقًا. وقد قلت مرارًا، إنّ وضع الحلقات القرآنية قبل الثورة الإسلامية مختلفًا عن اليوم، اختلاف الثرى عن الثريّا، [من ناحية] الكمّ والجودة. بحمد الله، اليوم يوجد آلاف المحافل القرآنية، إذْ تتطرق الأجهزة المختلفة إلى القضايا القرآنية من نواح متنوعة؛ مؤسسة الأوقاف من ناحية، منظمة التبليغ الإسلامي من ناحية أخرى، الجهات المختصة بالأمور القرآنية من ناحية ثالثة. إنه جيّد للحق والإنصاف، ولا يوجد أدنى شك في ذلك، لكنني أعتقد أننا مازلنا نملك القليل؛ لا يزال هناك الكثير من العمل الذي ينبغي فعله بشأن قضية الحفظ، وقضية التلاوة، وقضية الأنس بالقرآن.ليت كلّ مسجد يكون محفلًا لتلاوة القرآن! يجب أن يكون قارئ القرآن حاضرًا في المسجد، ليس كل ليلة؛ على سبيل المثال، فليجتمع شباب الحيّ وليقرأوا القرآن ويتلوه مرّةً في الأسبوع، ليلة في الأسبوع، مرة أو مرتين في الأسبوع. فليجرِ ترويج الحلقات القرآنية في أنحاء البلاد كافة، سواء في المساجد أو في المنازل؛ في المنازل لأولئك الذين لديهم استعداد.
القضية الأخرى؛ قضية تفسير القرآن. طبعًا، تفسير القرآن مهم جدًا.أي يمكن للإنسان أن يستفيد من ظاهر القرآن في حالات كثيرة، لكن في بعض الأحيان، من خلال التفاسير التي ألّفها أجلّاؤنا، هناك أمور كثيرة مفيدة لنا.حسنًا، أنا شخصيًا مستأنس بالتفسير منذ سنوات طويلة، لكن في الوقت نفسه، هناك بعض الحالات التي يحصل لي فيها التباس، فأرجع إلى التفسير، وأستفيد من موضوع جديد، علاوة على ما يستفيده المرء من التلاوة نفسها. وهذا يساعد على التدبّر – وقد تطرّقنا إلى التدبّر خلال حديثنا - نعم التفسير يساعدكم في أن تكونوا من أصحاب التدبّر. على سبيل المثال، أن تجري دعوة عالم دين فاضل عالم قرآني، ويقدّم التفسير بنحو إبداعيّ وجاذب، وليس بنحو مملّ. افترضوا أنكم تتلون القرآن، فيقف القارئ عند موضع ما ويشرح للمستمعين آية أو نقطة من هذه الآية، وبعد ذلك تُكرَّرُ تلك الآية بالصوت العذب لذاك القارئ نفسه مرّةً أخرى. بعض هذه الأمور قد جُرّبت – طبعًا، بنحو قليل جدًا - وبعضها يمكنكم أن تؤسسوها وتطوروها بابتكاراتكم الخاصة. القصد؛ أن تمضوا قُدمًا بتلاوة القرآن نحو ترجمته ثم نحو المرتبة العليا وهي التفسير، حتى يؤول ذلك إلى التدبّر. [الخطوة] الأولى هي ترجمة القرآن؛ أيْ ينبغي فعلًا أن يكون الأمر في البلاد على نحو بحيث عندما تُقرأ آية من القرآن بين مختلف المجموعات - الشباب والناشئة -؛ يفهم الجميع مضمونها، لو لم يتمكنوا من إدراك التفاصيل، لكن لا بدّ أن يفهم الجميع مضمون الآية وأن يكونوا حافظين لبعض الآيات وأن ينتفعوا من بعض الآيات، وهذا إنما يساعد على ارتقاء مستوى المعرفة الدينية للبلاد والمجتمع.

عرضوا هنا مشاهد من غزّة متناسبة مع جلستنا، حيث كانت تلاوة للقرآن. لقد رأيتم الأطفال الذين كانوا يتلون القرآن كيف يتلونه غيبًا. لقد كانوا جميعهم حافظين لتلك المقاطع. هذا هو أيضًا السبيل للحفظ. لقد قلت سابقًا إنّ الحفظ ينبغي أن يبدأ من مرحلة الفتوّة. هؤلاء حفظة للقرآن. إنّهم حفظة للقرآن، ويدركون مفاهيمه أيضًا ببركة كونهم ناطقين بالعربيّة. [القرآن] هو الذي استطاع أن يعرض للعالم هذه الذروة والقمّة من الاستقامة في غزّة وفلسطين، وبشكل خاصّ في غزّة. هذا هو [تأثير] القرآن. هذا هو الصّبر الذي يصبو إليه القرآن، وهذه هي الاستقامة التي يوصي العالمَ بها. هذا هو الثواب الذي يعد به القرآن الصابرين، ويجعل هؤلاء يصمدون.

ما يجري اليوم في غزّة بلغ الذّروة من جانبين: إنه في الذروة من ناحية الإجرام والخبث والوحشيّة والتعطّش للدماء. ولا أعرف مثيلًا في أيّ مكان، بأنْ يهاجم عدوٌّ مدجّجٌ بأنواع الأسلحة شعبًا لا يملك أيّ سلاح وليس الأمر أن تكون أسلحتهم بدائية أكثر، [إنما] لا يملكون أيّ سلاح. أهالي غزّة العُزّل؛ الناس العاديّون في المستشفيات والمساجد والأزقّة والأسواق الذين لا يملكون أيّ سلاح، يهاجمهم بمختلف أنواع الأسلحة ولا يكتفي بهذا الأمر، بل يجوّع ويُعطّش هؤلاء النّاس العُزّل فيموت الأطفال الصغار والرُّضّع جوعًا! أنا لا أعرف مثيلًا لهذا. إنّه ذروة التعطّش للدماء والوحشيّة! هذا الأمر يفضح تلك الحضارة التي تنتج عنها هذه الأمور. هذه هي حضارة الغرب، ولم تعد هذه [الحقيقة] في الكواليس، إنها واضحة وجليّة وماثلة أمام عيون الجميع، وكلّ العالم يرونها. هذا جانب من القضيّة. الجانب الآخر في الذروة أيضًا: هذا الصّبر المنقطع النظير، وصمود الناس ذاك، وقدرة حماس القتالية. قدرة حماس القتالية والمقاومة الفلسطينية في غزّة من جهة، واستقامة الناس وعدم شعورهم بالتعب والكلل، من جهة أخرى.

 

طبعًا، خسئ العدو في تحقيق أيّ شيء، وعجز عن توجيه ضربة إلى المقاومة. بعثَ مجاهدو المقاومة رسالة إلى الخارج، وقد بلغت مسامعنا أيضًا بأنْ لا تقلقوا من جهتنا. إنّ أغلب - بل أكثر من أغلب – إمكاناتنا وقدراتنا لا زلنا نحافظ على نحو 90% منها. هذا مهمٌّ جدًّا. إنّهم يحاربون المقاومة الفلسطينية منذ أشهر عدة بمختلف أنواع الأسلحة والمساعدات الخائنة والظالمة من أمريكا وغيرها، والمقاومة لا تزال قويّة وصامدة وحاضرة هناك، وبتوفيق من الله وفضل منه سوف تمرّغ المقاومة أنوف الصهاينة بالتراب.

العالم الإسلامي مكلّفٌ ومسؤول، وعلى عاتق كلّ شخص تكليفٌ ديني يحتّم عليه أن يساعد [غزّة] كيفما استطاع، كما أنّ مساعدة عدوّ هؤلاء حرامٌ قطعًا وجريمة حقيقيّة أيًّا كان الفاعل. وللأسف هناك في العالم الإسلامي، أشخاص وقوى وحكومات يساعدون أعداء هؤلاء الناس المظلومين. سيندمون هم أيضًا في يوم من الأيّام، إن شاء الله، وسوف ينالون جزاء هذه الخيانة، كما سيدركون أنّ ما أقدموا عليه كان بلا جدوى.

نأمل أن يمنّ ربّ العالمين على الإسلام والمسلمين مزيدًا من العزّة والنصرة يومًا بعد يوم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

الرزنامة


نيسان 2024
الأحد الإثنين الثلاثاء الأربعاء الخميس الجمعة السبت
31 1 ٢٢ 2 ٢٣ 3 ٢٤ 4 ٢٥ 5 ٢٦ 6 ٢٧
7 ٢٨ 8 ٢٩ 9 ٣٠ 10 ٠١ 11 ٠٢ 12 ٠٣ 13 ٠٤
14 ٠٥ 15 ٠٦ 16 ٠٧ 17 ٠٨ 18 ٠٩ 19 ١٠ 20 ١١
21 ١٢ 22 ١٣ 23 ١٤ 24 ١٥ 25 ١٦ 26 ١٧ 27 ١٨
28 ١٩ 29 ٢٠ 30 ٢١ 1 2 3 4
لا أحداث

مواقع صديقة

Image Caption

جمعية المبرات الخيرية

Image Caption

مؤسسة امل التربوية

Image Caption

مدارس الامداد الخيرية الاسلامية

Image Caption

المركز الاسلامي للتوجيه و التعليم العالي

Image Caption

وزارة التربية والتعليم العالي

Image Caption

جمعية التعليم الديني الاسلامي

Homeالصفحة التربويةمساحة التلامذةأخبار مستوى ثاني - الاحمدية
https://socialbarandgrill-il.com/ situs togel dentoto https://sabalansteel.com/ https://dentoto.cc/ https://dentoto.vip/ https://dentoto.live/ https://dentoto.link/ situs toto toto 4d dentoto omtogel http://jeniferseo.my.id/ https://seomex.org/ omtogel https://omtogel.site/