المدرسة في العالم العربي:
واقعها وكيف تُواجه تحدّيات المستقبل
–مُقاربة حضارية –
د. حسين يوسف[1]
خلاصة
يلتقي الباحثون وصانعو القرار في العالم، عند الرّهان على التربية كمدخل لتحسين نوعية الحياة ومُعالجة الأزمات ومواجهة التحدّيات، المتعددة التي يُعاني منها عالمنا اليوم، وبالتالي، التأكيد على ضرورة اصلاح النظام التعليمي وتطويره ليستجيب لهذا الرهان.
سنعرض في القسم الأول من هذا البحث، واقع العالم العربي اليوم، والتحدّيات التي يواجهها بالمنظور العالمي والأممي والمحلّي، كمدخل لدراسة واقع المدرسة والأنظمة التربوية فيه، ومدى أهليتها للنهوض بهذه التحديات.
أما في القسم الثاني، فسنُحاول بناء مُقاربة جديدة لتحليل هذه التحدّيات، مُقاربة تقوم على فهم السياق الأشمل الذي أنتجها، وهو ما أطلقنا عليه مفهوم "المقاربة الحضارية"، مع محاولة لبناء أرضية مفاهيمية متماسكةٍ، واقتراح إطارٍ منهجيّ، يستجيب لهذه المقاربة، على أمل أن يُساعد ذلك في استيعاب التحدّيات التربوية، وغيرها من التحديات التي فرضتها هيمنة الحضارة الغربية، وطموحات أهلها لعولمتها.
.jpg)